سورة الأنبياء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


{وذا النون} واذكر صاحب الحوت، وهو يونس عليه السَّلام {إذ ذهب} من بين قومه {مغاضباً} لهم قبل أمرنا له بذلك {فظن أن لن نقدر عليه} أن لن نقضي عليه ما قضينا من حبسه في بطن الحوت {فنادى في الظلمات} ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة اللَّيل {أن لا إله إلاَّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} حيث غاضبت قومي وخرجت من بينهم قبل الإذن.
{وكذلك} وكما نجيناه {ننجي المؤمنين} من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا. وقوله: {لا تذرني فرداً} أَيْ: وحيداً لا ولد لي ولا عقب، {وأنت خير الوارثين} خير من يبقى بعد مَنْ يموت.


{وأصلحنا له زوجه} بأن جعلناها ولوداً بعد أن صارت عقيماً {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات} يُبادرون في عمل الطَّاعات {ويدعوننا رغباً} في رحمتنا {ورهباً} من عذابنا {وكانوا لنا خاشعين} عابدين في تواضع.
{والتي أحصنت} واذكر التي منعت {فرجها} من الحرام {فنفخنا فيها من روحنا} أمرنا جبريل عليه السَّلام حتى نفخ في جيب درعها، والمعنى: أجرينا فيها روح المسيح المخلوقة لنا {وجعلناها وابنها آية للعالمين} دلالةً لهم على كمال قدرتنا، وكانت الآيةُ فيهما جميعاً واحدةً، لذلك وُحِّدت.
{إنَّ هذه أمتكم} دينكم وملَّتكم {أمة واحدة} ملَّة واحدة وهي الإِسلام.
{وتقطعوا أمرهم بينهم} اختلفوا في الدّين فصاروا فرقاً {كلٌّ إلينا راجعون} فنجزيهم بأعمالهم.
{فمن يعمل من الصالحات} الطَّاعات {وهو مؤمنٌ} مصدِّق بمحمَّدٍ عليه السَّلام {فلا كفران لسعيه} لا نُبطل عمله بل نُثيبه {وإنا له كاتبون} ما عمل حتى نجازيه.
{وحرام على قرية} يعني: قريةً كافرةً {أهلكناها} أهلكناها بعذاب الاستئصال أن يرجعوا إلى الدُّنيا، و لا زائدةٌ في الآية، ومعنى {حرامٌ} عليهم أنَّهم ممنوعون من ذلك؛ لأنَّ الله تعالى قضى على مَنْ أُهلك أن يبقى في البرزخ إلى يوم القيامة.
{حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} من سدِّها {وهم من كلِّ حدب} نَشَز وتلٍّ {ينسلون} ينزلون مسرعين.


{واقترب الوعد الحق} يعني: القيامة، والواو زائدة؛ لأنَّ {اقترب} جواب {حتى}. {فإذا هي شاخصة} ذاهبةٌ لا تكاد تطرف من هول ذلك اليوم. يقولون: {يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا} في الدُّنيا عن هذا اليوم {بل كنا ظالمين} بالشِّرك وتكذيب الرُّسل.
{إنكم} أيُّها المشركون {وما تعبدون من دون الله} يعني: الأصنام {حصب جهنم} وقودها {أنتم لها واردون} فيها داخلون.
{لو كان هؤلاء} الأصنام {آلهة} على الحقيقة ما دخلوا النَّار {وكلٌّ} من العابدين والمعبودين في النَّار {خالدون}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8